وقع في سجل الزوار
 
Messages: 91 until 105 of 442.
Number of pages: 30
Newer4 5 6 [7] 8 9 10Older
Dec
5
HAKEM BACHIR
قرار3.8: على المتفقد أن يعلم مسبقا المدرس المقصود بتوقيت زيارته. من حق المدرس المعني أن ‏يعين مرافقا إجبارييا للمتفقد. يكون هذا المرافق زميلا من رتبة المدرس الخبير من نفس ‏الاختصاص و من أي مؤسسة. لا يسند المتفقد أي عدد تقييمي اعتباطي بل يوجه و بكل لطف ‏المدرس المعني بالتقويم إلى تكوين أكاديمي في معرفة يفتقدها. يوفر هذا التكوين مركز التكوين على ‏أيد مكونين مختصين في الميدان (أساتذة جامعيين أو مدرس خبير أو خبير في ميدان خارج عن ‏التعليم مثل المهندسين و الأطباء) و لا على أيدي مدرسين عاديين مكلفين بالتكوين و هم غير ‏متكونين في موضوع التكوين. على الوزارة إرساء تفقد علمي و موضوعي و ليس فجائيا و بوليسيا ‏كما يطالبوننا نحن بتقييم التلميذ موضوعيا مع العلم أنه لا المتفقد و لا المدرس الحالي درسا علم ‏التقييم في الجامعة فالاثنان في الجهل سواء و من يقيم دون علم كمن يزن دون ميزان.‏
‏9. باب الإعلامية أو علوم الحاسوب أو "الباب الافتراضي":‏
قرار 1.9: على الوزارة تعميم الإعلامية أو التكنولوجيات الحديثة ( استعمال الحاسوب و السبورة ‏الرقمية التفاعلية) على كل مراحل التعليم و التركيز على الابتدائي قبل الإعدادي و الثانوي لما تمثله ‏هذه التجهيزات من تحفيز للصغار. تعميم التدريس بواسطة التكنولوجيات الحديثة على كل المواد ‏العلمية و الإنسانية. ‏
قرار 2.9: على الوزارة تخصيص معاهد مهنية في كل ولاية تهتم بتدريس تلامذة مسلك علوم ‏الإعلامية فقط.‏

‏10. باب المساواة بين المرأة و الرجل :‏
قرار1.10: على الوزارة احترام مبدأ تكافؤ الفرص بين المرأة و الرجل و مبدأ التمييز الإيجابي ‏لصالح المرأة في المؤسسات التربوية و انتداب 50 في المائة من كل جنس في كل المستويات ‏وصولا للوزير فمرة وزيرة للتربية التونسية و مرة وزير.‏
‏11. باب اقتسام‎ ‎المسؤولية:‏
قرار1.11: لو ساءت ظروف العمل في مؤسسة تربوية ما, فعلى الجميع, مدرسين و عملة و تلامذة ‏و أولياء و إدارة, تحمل المسؤولية و حل الإشكال فيما بينهم دون الاتكال على الوزارة. ‏
‏12. باب الحزم مع التلميذ :‏
قرار1.12: على الوزارة التوصية بالحزم مع التلاميذ لأن التسامح المبالغ فيه و غياب السلطة يمثل ‏نوعا من سوء المعاملة للطفل. لكن الحزم لا يعني تشديد العقوبات بل يعني الانضباط و الوقاية قبل ‏ارتكاب التلميذ لسلوك غير حضاري.‏
‏13. باب مفتوح:‏
قرار 1.13: على الوزارة تعيين يوم ثان في الثلاثية لاستقبال الأولياء لا للسؤال عن نتائج أبنائهم و ‏إنما للاطلاع على ما يدرس أبناؤهم و نسميه "يوم مدرسي مفتوح على المجتمع". يخرج المدرسون ‏من قاعاتهم المغلقة إلى الساحة في الصيف أو إلى الممر المحمي في الشتاء, يعرض مدرسو العلوم ‏بعض التجارب العلمية على جمهور الأولياء و يفسر مدرسو العلوم الإنسانية بعض النظريات ‏الفلسفية و يقرأ مدرسو العربية بعض القصائد الشعرية. سوق علمية ثقافية تقرب الولي من المعرفة ‏التي يتعلمها ابنه و قد شاهدت هذه التجربة بأم عيني في معهد في نانسي بفرنسا عام 2000.‏
‏14. باب الخيال العلمي التونسي :‏
قرار1.14: على الوزارة توفير سيارة صغيرة و حافلة متوسطة لكل مؤسسة تربوية. نستعمل ‏السيارة الصغيرة لقضاء احتياجات المؤسسة العاجلة و الطارئة أما الحافلة فنستغلها في الرحلات ‏الدراسية و الترفيهية. يبرمج كل مدرس طلباته: مدرس علوم الحياة و الأرض يروم هو و تلامذته ‏زيارة حديقة "إشكل" ببنزرت لمشاهدة الطيور المهاجرة عن قرب, مدرس التاريخ يرغب في زيارة ‏‏"قصر الجم", مدرس الفيزياء يريد زيارة مدينة العلوم.‏
قرار2.14: قبل 15 سبتمبر تاريخ الرجوع إلى الدراسة, يتصل التلامذة افتراضيا أو رقميا ‏بمؤسساتهم فيتعرفون مسبقا على مدرسيهم, كل من سيرته الذاتية المنشورة على الـ"نات". يختار ‏التلميذ قسمه و مدرسه في كل اختصاص و يدونه في موقع المؤسسة. يتصل المدرس أيضا و يعرف ‏تلامذته و يختار أقسامه. ينسق المجلس البيداغوجي بين رغبات التلامذة و رغبات مدرسيهم و ‏يحاول التوفيق بينهما و يلبي رغبات الشريكين في العملية التربوية قدر المستطاع.‏
قرار3.14: على الوزارة توفير اثنين أو ثلاثة مدرسين من نفس الاختصاص في القاعة الواحدة في ‏نفس الحصة حتى يختار التلميذ مع من يريد أن يتعامل أثناء الحصة و بهذه الطريقة نقضي على ‏بطالة أصحاب الشهائد و نستفيد من طاقاتنا البشرية التي صرفنا عليها الكثير.‏
قرار4.14: للتلميذ الحق في مغادرة الحصة و القاعة متى شاء و له حرية اختيار الالتحاق بقاعة ‏أخرى مع مدرس آخر في مادة أخرى. لا تستغربوا من هذا القرار فهو ليس طوباويا كما قد يتراءى ‏لكم لأول وهلة فقد كان الكاتب المصري العظيم طه حسين يفعل هكذا في جامع الأزهر في أوائل ‏القرن العشرين. كانت تقام في الجامع حلقات متباعدة و متعددة الاختصاصات من نحو و شعر و فقه ‏يسيّرها شيوخ علم. كان طه حسين يستمع إلى شيخ اللغة فعندما يسأم التعقيد اللغوي يأخذ محفظته ‏بصمت و أدب و يغادر الحلقة متجها إلى حلقة الشعر حيث الخيال و الغزل العذري ثم يعود بعد ‏الترفيه ليواصل الإنصات مع التركيز لمدرس الأدب. لا يمس هذا التصرف الحر من كرامة ‏المدرس و لا يخل باللياقة و الأدب و إلا لما فعلها عميد الأدب العربي. على العكس من ذلك قد يحفّز ‏هذا التصرف التلميذ على اكتساب المعرفة التي يرغب فيها و يميل إليها و يوجه نفسه بنفسه نحو ‏المسلك التعليمي المطلوب (أدبي أو علمي أو اقتصادي) كما تدعو وزارتنا اليوم إلى ذلك في التوجيه ‏المدرسي لتلامذة السنة الأولى ثانوي (أربع سنوات قبل الباكلوريا). ‏
قرار5.14: على الوزارة أن تنشر, بطاقة مواظبة التلميذ و أعداده و ملاحظات مدرسيه, فوريا على ‏شبكة رقمية داخلية سرية لا يطلع عليها إلا المعنيون بالأمر من أولياء و مدرسين و إدارة. كل ولي ‏يطلع فقط على نتائج ابنه بواسطة كلمة سر فيستفيد من هذه المعلومات الرقمية التقييمية و يستغلها ‏في تربية ابنه أو ابنته.‏
قرار6.14: على الوزارة تجهيز كل قاعة درس بحواسيب و سبورات رقمية تفاعلية. إذا رغب ‏المدرس, يمكن ربط قاعة الدرس بـ"النات" بواسطة كاميرا حتى يتابع التلميذ المريض الغائب ‏درسه من سريره في منزله أو في المستشفى. يستطيع أن يستغل هذه التقنية التلميذ الذي لم يفهم ‏الدرس في القسم فيعيده في البيت مرة أو مرتين حسب قدراته الذهنية و هنا تتجسم البيداغوجيا ‏الفارقية بفضل التكنولوجيات الحديثة. ‏
‏15. باب الاستشراف المستقبلي الوطني والعالمي:‏
قرار1.15: على الوزارة استشراف مستقبل التعليم في تونس و التحضير للمرحلة القادمة 2100 ‏حيث سينقرض نظام التعليم في صيغته الحالية و تتطور المؤسسة التربوية الحالية و يختفي التلميذ ‏الكلاسيكي و المدرس الكلاسيكي المباشر ليتركا مكانهما لتلامذة حقيقيين يتعلمون عبر الأنترنات و ‏مدرسين من لحم و دم يبرمجون و يقدمون دروسهم عبر الأنترنات. يحكى أن في ماليزيا, البلد ‏الإسلامي الوحيد المتقدم نسبيا, جامعة افتراضية تضم 40 ألف طالب لا يأتون إلى الجامعة إلا لماما ‏لمتابعة دروس تطبيقية أو لإجراء الامتحانات في آخر السنة الدراسية. لا تستخفون بالتعليم ‏الافتراضي فسائق الطائرة يتدرب افتراضيا قبل أن يطير فعليا و من حسن حظنا أن الطبيب الجراح ‏يجرّح افتراضيا قبل أن يجرّح المريض فعليا.‏
خلاصة: يعتبر التعليم التونسي و التعليم الأردني من أحسن الأنظمة التعليمية في الوطن العربي و ‏يعتبر التعليم التونسي من أسوأ الأنظمة التعليمية لو قارناه بأنظمة التعليم في الدول الغربية المتقدمة. ‏يعتبر التعليم الفرنسي، قدوتنا، من أسوأ الأنظمة التعليمية في أوروبا أما التعليم الفنلندي و الألماني ‏فيعدان من أفضلهم. يبدو لي أن المقارنة بالأحسن أفضل و أجدى و أرفع من المقارنة بالأسوأ. ‏

ملاحظة1: أعتذر مسبقا لزملائي مدرسي العربية و الفرنسية و الإعلامية عن أي سوء فهم نحو ‏اختصاصهم قد يكون صدر مني في المقال.‏
ملاحظة2: لا تلوموني إن لم أرتب جيدا قراراتي فعذري الوحيد أنني لم أباشر بعد عملي الجديد و ‏لن أباشره إلى يوم يبعثون.‏
ملاحظة3: أمضي مقالاتي دائما بصفة مواطن العالم لأنني بالفعل أحمل بطاقة تعريف مواطن العالم ‏عدد 185608 الصادرة في 30/11/2007 بباريس من التسجيل الدولي لمواطني العالم ‏
‏[ ‏‎66, boulevard Vincent Auriol FR 75013 PARIS. France.‎‏ ] ‏
هذه البطاقة هي بمثابة اعتراف علني بواجب مدني عالمي نحو الإنسانية دون تمييز جنسي أو عرقي ‏أو قومي أو ديني أو حضاري و هي صرخة أممية أخلاقية في وجه النظام العالمي الجديد الظالم الذي ‏أصبح لا معقولا و عبثيا و انتمائي العالمي يكمّل و يجمّل و لا يتعارض مع انتمائي لبلدي تونس.‏‎ ‎
‏ ‏
ملاحظة4: رد لطيف على هجوم عنيف من بعض القراء في تعليقاتهم حول هذا المقال الذي نشر ‏سابقا في مواقع أخرى: طبعا مقالاتي مجرد كلام و أحلام في هذا الزمن الردئ لكن ممكن تتحقق في ‏زمن أفضل. أنا لم اقل و لم أدّعى أنني قادر على تنفيذ ما ورد فيها من قرارات وزارية افتراضية أو ‏أريد تنفيذها بمفردي بل هي مجرد وجهة نظر، هي فكرة ذاتية لا تلزم نظريا و أؤكد نظريا للمرة الألف ‏إلا قائلها البسيط النكرة. التطبيق يا قرائي الأعزاء يلزمه سلطة مادية و معنوية و استشارة المجموعة ‏المعنية و موافقة هذه الأطراف المتشابكة، مع الأسف الشديد، ليست الآن في جيبي. أنا حر أكتب ما ‏أشاء و في أي موضوع أشاء و الفضل يرجع للـ"فايسبوك" هذه المساحة الحرة التي متعتنا بها ‏التكنولوجيا الحديثة و أحلم بما أريد و حسب ما أريد فلا رقابة لأحد على ما أفكر و أظن أنني لم أجبر ‏أحدا على قراءة ما أكتب. أنا مجرد مدرس من بين 120 ألف مدرس، أنا لست وزيرا، إنما قلت ‏مجازا من باب الخيال و الحلم و الاستشراف و علم المستقبل، قلت لو و اجعلوا ألف سطر تحت كلمة ‏لو، لو أصبحت وزيرا و أنا واثق أنني لن أصبح وزيرا إلى يوم يبعثون و أظن حتى ما بعد البعث. أنا ‏لست داعية، لا فكريا و لا سياسيا، و لست معلما و لا واعظا، لكن لا أقبل رقيبا على أفكاري مهما بدت ‏لبعض القراء طوباوية فاتركوها و شأنها إن لم تعجبكم أو ردوا بمقال أحسن و أعطونا وجهة نظر ‏معاكسة لوجهة نظري التي لا تروق لبعضكم و هذا من حقكم لكن ليس من حقكم التحقير و الاستخفاف ‏بما يكتبه غيركم و كأنكم أنتم الوحيدين على صواب و كل الآخرين على خطأ.‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
‏(‏garages&rlm‏‎ ‎‏ و زيادة الأعداد بالرشوة و تضخيم المعدلات السنوية لتلامذة الباكلوريا حتي ‏ينتفعوا باحتساب الـ25 في المائة في معدل النجاح في الباكلوريا و ينجحون دون وجه حق ‏يعني بـ8 من 20 معدل في الامتحان الرسمي للباكلوريا. أطالب بالزيادة و بتنظيرنا بالقضاة، ‏ألا يعطونهم مرتبا محترما حماية لهم من الطمع، نحن أولى لأننا نمارس اشرف مهنة في ‏التاريخ و في الوجود لأنها هي التي صنعت القاضي و الطبيب و المحامي و الخبير و غيرهم ‏من الإطارات العليا في المجتمع و بقيت مهنتنا في أدنى درجات السلم الوظيفي في الوظيفة ‏العمومية. يتقاضى موظف البنك سبعة عشر شهرية في العام و نحن نتقاضى منحة إنتاج لا ‏تكفي علف للدجاج. أطالب بالزيادة لأننا بناة الدولة و أساسها و عمادها و من مصلحتها أن تقوينا ‏حتى لا ينهار بنيانها.‏
‏4.4. باب المديرين:‏
قرار.4.4. 1: يدير المعهد أو الإعدادية مديران اثنان عوضا عن واحد. على الوزارة إحداث خطة ‏مدير فني, في المعهد أو في الإعدادية, حتى نرتقي بخطة المرشدين التربويين أو القيمين العامين ‏الحاليين و نلغي خصامهم الد
Dec
5
HAKEM BACHIR
فوريا إلى مدرس خبير إلا من تحصل على الدكتورا في علوم التربية فقط لأنها الدكتورا الوحيدة التي ‏ترجع بالفائدة المباشرة على التعليم الثانوي ( بماذا يستفيد تلاميذ التعليم الأساسي أو الثانوي لو ‏تحصل مدرس على دكتورا في علم الوراثة مثلا، ممكن يتحسن أداؤه قليلا). ‏
قرار2.2.4: على الوزارة تمكين الأساتذة المجتهدين و المنضبطين في العمل من حوافز مادية ‏يقررها سنويا المجلس البيداغوجي في المعهد. يرجع المدرس المشع و المنضبط و المجتهد إلى ‏عمله في سبتمبر و هو ينتظر زيادة في المرتب لا تقل عن 1 من 20 من مرتبه الجاري وقتها.‏
‏3.4.‏ باب المرتبات :‏
قرار1.3.4: على الوزارة مضاعفة مرتبات كل من يعمل بوزارة التربية بما فيهم الوزير نفسه. لكم ‏أن تسألوا من أين آتي بالميزانية الإضافية؟ آتي بها من الإلغاء المتدرج للمصالح الطفيلية التالية مع ‏ضمان حقوق من يعمل فيها:‏
‏-‏ على الوزارة إلغاء كل الإدارات الجهوية و جيشها العرمرم من الإداريين. ذهبت مرة في ‏رمضان إلى الادارة الجهوية ببنعروس للسؤال عن غياب منحة الإنتاج الهزيلة. قصدت ‏الموظف المعروف. وجدت بابه موصدا. سألت ثلاثة من زملائه, قالوا ذهب إلى الوزارة في ‏مأمورية. قابلت في الممر رئيس المصلحة المالية و كان يعرفني فسألني: ما حاجتك يا ‏كشكار؟ حكيت له ما وقع. رجع إلى مكتبه و أخذ مفتاح مكتب الموظف المغلق و فتحه. ‏وجدنا الموظف المعني نائما مختبئا وراء كوم من الملفات. خرجنا الاثنان دون تعليق. ما هو ‏تعداد سكان تونس, ألا يساوون سكان مدينة من مدن الصين أو الهند, فلماذا تهدر أموال ‏المواطنين المساهمين في إقامة هذه اللامركزية المزيفة ؟ و لماذا لا نستغل إنجازات ‏التكنولوجيا الحديثة التي نتغنى بها طول الوقت و نقيم أنترنات داخلية [ ‏Intranet‏ ] تربط ‏بين كل مؤسسات وزارة التربية فيستطيع الوزير و بنقرة واحدة على الفأرة أن يعرف عدد ‏التلاميذ المتغيبين في الحصة الأولى في معهد بنقردان.‏
‏-‏ على الوزارة إلغاء عديد المصالح البيروقراطية في عقر دارها. تحتوي وزارة التربية في ‏السويد على موظفين اثنين فقط, الوزير و كاتبه, و تبلغ مساحتها 300 متر مربع فقط. ‏ذهبت وزيرة التربية الفرنسية مرة في زيارة ودية لوزارة التربية السويدية. دخلت قاعة ‏الانتظار المتواضعة في الوزارة المعنية, جلست, قدمت لها امرأة عادية اللباس القهوة و ‏رحبت بها فسألتها الوزيرة الفرنسية: عندي موعد مع الوزيرة السويدية و قد حان الوقت. ‏أجابتها المرأة العادية قائلة: أنا الوزيرة فأهلا و سهلا بك في السويد. لا تتمتع الوزيرة في ‏السويد لا بسيارة مجانية و لا بسكن مجاني و لا بطباخين مثل ما هو الحال في فرنسا. عندما ‏تريد الوزيرة زيارة مؤسسة تربوية, تضع البلدية المعنية سيارة و سائق على ذمتها. السويد, ‏بلد العدل, والله لو رجع عمر بن الخطاب, رضي الله عنه, حيا و سألوه: يا فاروق, أي بلد ‏حقق شعارك "متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا". لأجاب فورا و دون تردد: ‏السويد، السويد، السويد.‏
أطالب بالزيادة في المرتبات، لا لطمع أو جشع في نفسي، فهي قنوعة و حتى إن لم تكن كذلك ‏فـ36 عام من الفقر و الغبن و الاحتقار من قبل المجتمع (مثل دارج تونسي: "أعط بنتك لمعلّم ‏حتى تلقالها راجل" كافية لتعلمني القناعة رغم أنفي بل أصبحت القناعة تسري في عروقي و ‏تزاحم الكريات الحمراء و خوفي أن تجلب لي جلطة و أموت شهيد القناعة التربوية. أطالب ‏بالزيادة حتى يصبح معلم أولادكم محترما و قدوتا فينتفع بشخصيته المتوازنة تلاميذه و يحاولون ‏تقليده و يصبون للوصول إلى ما وصل إليه و لا يتشبهون بالمحترفين و المنحرفين من بعض ‏لاعبي الكرة أو بعض الفنانين سارقي أموالنا و عرقنا بالباطل و مفسدي شبيبتنا. أطالب بالزيادة ‏حتى نحمي المدرس، ألم يكد أن يكون رسولا، من الانحراف و بيع العلم في "القاراجات" ‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
قرار4.2: على الوزارة التقليل من تدريس النظري المجرد في الثانوي و تعويضه بتدريس بعض ‏التطبيقات العملية في الفيزياء و الكيمياء و علوم الحياة و الأرض.‏
قرار5.2: إدراج تدريس الممارسات الاجتماعية المرجعية أو التقليدية ( ‏les pratiques ‎sociales de référence&rlm في البرنامج الرسمي و الحد من سيطرة المعرفة العالمة ( ‏le ‎savoir savant&rlm التي تخص فقط العلوم الصحيحة و التجريبية مثل الرياضيات و الفيزياء و ‏الكيمياء و علوم الحياة و الأرض و ما ينتج عن تطبيقاتهم من تكنولوجيا. توجد المعرفة العالمة في ‏الجامعات و المؤتمرات العلمية و المجلات العلمية المختصة. توجد الممارسات الاجتماعية التقليدية ‏متغلغلة في المجتمع لكنها محتقرة و متجاهلة من رجال العلم القابعين في أبراجهم العاجية و ‏المتكبرين على هذا النوع الأساسي من المعرفة الشعبية النفعية المباشرة. يقولون أن هذه المعرفة ‏الاجتماعية التقليدية لا ترتقي إلى مرتبة المعرفة العالمة و نبلها. نرى اليوم أن بعض الممارسات ‏الاجتماعية مثل الرياضة بدأت تقتحم باحتشام عالم المعرفة العالمة المغلق و بدأنا نسمع ببحوث ‏معمقة و دكاترة في الرياضة. لماذا لا ندرس نظريا و تطبيقيا كيفية إعداد بعض الأطباق الشهية ‏التونسية كالكسكسي و الطاجين؟ لماذا لا يتعلم تلامذتنا إناثا و ذكورا الخياطة و النجارة و الحدادة و ‏البناء و "البريكولاج" في التعليم العام و ليس المهني مثل ما يفعل تلامذة فنلندا؟ لماذا لا يتعلم تلامذتنا ‏إناثا و ذكورا السياقة في المعهد؟ لماذا نفصل بين المدرسة و ما يقع في المجتمع؟ لماذا لا تكون ‏مدرستنا مرآة للمجتمع تعكس علمه و معرفته و تقاليده أيضا؟
قرار6.2: على الوزارة برمجة مواضيع تعليمية تهم التلامذة التونسيين في القرن الحادي و العشرين ‏بعد سبر آرائهم كتعليم السياقة و الموسيقى و المسرح و الموضة و الوقاية من أمراض الشباب (لماذا ‏يحتكر هذه المعرفة الأطباء و الإطار شبه الطبي فقط) و التربية العاطفية و النفسية و التدريب على ‏فنون البستنة و الطبخ و تربية الصغار و تعدد الحرف أو حب الترقيع الحرفي ( ‏bricolage‏ ‏البريكولاج) كما كان معمولا به في فرنسا في مادة العلوم التطبيقية. ينتدب لهذا النوع من التعليم ‏العام مدربون (بكسر الراء) من القرية أو المدينة القريبة حسب كفاءاتهم و ليس حسب شهاداتهم, ‏يشرف عليهم مدرس خبير. قد يمنع عمل الأم و الأب خارج المنزل و الدراسة المطولة للأولاد ‏الكبار توريث صغارهم مهاراتهم المكتسبة مثل ما كان الحال قديما، ابن النجار يصبح نجارا و ابن ‏الحداد حدادا.‏
قرار7.2: تقوم الوزارة مشكورة كل عام بإحصاءات لتقييم نتائج الامتحانات و نتائج التوجيه و هي ‏إحصاءات دقيقة و موثوق بها و متعبة و مكلفة حسب ما قال لي بعض أصدقائي المديرين و كلهم ‏تقريبا أصدقائي لأنني كنقابي قاعدي و ليس هيكلا أفصل بين نشاطي النقابي الحر و المستقل و ‏علاقاتي الإنسانية و الحضارية معهم، يوم الإضراب، سبق لي أن طلبت من المدير و الناظر مغادرة ‏قاعة الأساتذة عندما تدخل المدير في ما أقول لزملائي. لماذا لا تدرس الوزارة و تفحص نتائج ‏الإحصاءات و توظفها لإصلاح التعليم؟ أنا أدرّس علوم الحياة و الأرض للسنة الأولى ثانوي (4 ‏سنوات قبل الباكلوريا) منذ 15 سنوات على الأقل و لم ألاحظ أي إصلاح واضح في هذا المستوى.‏
قرار8.2: على الوزارة تعريب تدريس العلوم في الابتدائي و الإعدادي و الثانوي و الجامعة أو ‏فرنستها تماما و لا نتركها على حالها معربة في الأساسي (ابتدائي و إعدادي) و مفرنسة في الثانوي ‏و الجامعة. يصل التلميذ إلى الثانوي حاملا مصطلحات علمية معرّبة فيتعطل في فهم المصطلحات ‏الفرنسية الذي يتعرض لها في الثانوي. أنا أميل لفرنسة تدريس العلوم في كل مراحل التعليم من ‏الروضة إلى الجامعة لا لضعف حسي العربي القومي و إنما لأن التعريب دون مراجع علمية ‏بالعربية و دون أساتذة متكونين بالعربية و دون مجلات علمية مختصة تنشر إنتاجنا العلمي يساوي ‏تجهيلا و تفقيرا لثقافة الأستاذ و التلميذ. كان الأوربيون يدرسون العلوم عربية الإنتاج في الأندلس ‏بالعربية و لم يروا غضاضة و لا نقصا في ذلك حتى نهضوا و أنتجوا علما و دوّنوه بلغتهم.‏
قرار 9.2: على الوزارة برمجة الانتقال التدريجي من تدريس العلوم بالفرنسية إلى تدريسها باللغة ‏الأنقليزية لما لهذه الأخيرة من ثقل علمي اقتصادي ثقافي في العالم. يبدو لي أن عالم الثقافة ‏بالأنقليزية أرحب ألف مرة من عالم الفركوفونية الذي سجنتنا فيه الهيمنة الفرنسية لمدة قرن و نصف ‏من الزمن.‏
‏3.‏ باب النجاح و الامتحانات:‏
قرار1.3: على الوزارة الأمر بعدم تجاوز 20 تلميذا في كل قسم و في كل مستويات مراحل التعليم ‏مع العلم أن في سنغافورة, بلد التعليم المتقدم جدا, يصل الفصل الواحد إلى 40 تلميذا. لا يكفي أن ‏نغير عاملا واحدا حتى تتحسن المنظومة التربوية كاملة لأن العوامل السببية متداخلة و متشعبة و ‏معقدة. ‏
قرار2.3: على الوزارة إرجاع العمل بـ"الامتحانات – الغرابيل" الثلاثة السيزيام (امتحان نهاية ‏المرحلة الأولى من التعليم الأساسي أو المرحلة الابتدائية) و النوفيام (امتحان نهاية المرحلة الثانية ‏من التعليم الأساسي أو المرحلة الإعدادية) و الباكلوريا دون إسعاف بالنجاح لمن لم يتحصل على ‏معدل 10 من 20.‏
قرار3.3: لا يرتقي تلميذ من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى إلا إذا كان حاصلا على معدل سنوي ‏‏10 على 20 دون إسعاف بالنجاح لمن تحصلوا على 9 من 20. يكفينا إسعافا, لقد امتلأت ‏مؤسساتنا بالموظفين غير الأكفاء الناجحين بالإسعاف و قريبا نصبح شعبا مسعفا تضحك من جهله ‏الأمم.‏
قرار4.3: على الوزارة إلغاء الأسبوع المغلق و ترك الحرية للمدرس يبرمج امتحاناته بالاتفاق ‏المسبق مع الزملاء و الإدارة.‏
قرار5.3: على الوزارة السماح للتلميذ بالاستعانة بالوثائق و المستندات خلال امتحانات توظيف ‏المعلومات, مثلا: ما ضرّ لو استعان تلميذ بوثيقة تحتوي على قصائد شعرية في امتحان الإنشاء أو ‏مستند يذكّر بالقواعد و النظريات في امتحان الرياضيات أو الفيزياء. أما تنشيط الذاكرة و تقييم ‏الحفظ في كل المواد فيكون شفويا وفي السبورة باعتماد مقياس علمي متعدد المهارات و أمام لجنة ‏من مدرسين اثنين لضمان العدل و الإنصاف.‏
‏4. أبواب القانون الأساسي الخاص بالمدرسين:‏
‏1.4. باب الانتداب:‏
قرار1.1.4: على الوزارة عدم التمييز بين معلم ابتدائي و أستاذ إعدادي و أستاذ ثانوي في الحقوق ‏و الواجبات و التكوين العلمي و شروط الانتداب و المرتب و عدد ساعات العمل و تطلق على ‏الثلاثة صفة و اسم مدرس.‏
قرار2.1.4: على الوزارة إلغاء مناظرة "الكاباس"‏CAPES ‎‏ ( شهادة الكفاءة للأستاذية في التعليم ‏الثانوي) لخلوّها‎ ‎من‎ ‎التكوين‎ ‎الأكاديمي‎ ‎الذي‎ ‎أحرص‎ ‎عليه‎ ‎دائما. ‏‎ ‎يتخرج المدرس من مدرسة المهن ‏التربوية كما خططت الوزارة لذلك. يدرس فيها الطالب البيداغوجيا و التعلمية و علم نفس الطفل و ‏الابستيمولوجيا و علم التقييم و إدراك عملية الإدراك لمدة عامين على أيد أساتذة دكاترة جامعيين ‏مختصين و لا على أيد متفقدين أو أساتذة ثانوي ملحقين أو أساتذة جامعيين غير مختصين. يدخل إلى ‏هذه المدرسة العليا الحائزون على الماجستير, كل في اختصاصه.‏
‏2.4. باب التحفيز:‏
قرار1.2.4: يرتقي المدرس من درجة إلى درجة مرتين في حياته. مرة أولى, من مدرس إلى ‏مدرس أول بعد 15 سنة أقدمية و يضاف له شهريا نصف المرتب و مرة ثانية, من مدرس أول إلى ‏رتبة مدرس خبير بعد خمس سنوات أقدمية في الرتبة الثانية و يضاف له النصف الثاني من المرتب ‏فيصبح المدرس الخبير يتقاضى ضعف مرتب المدرس المبتدئ. إذا انطلقنا من مبدأ أن كل ‏المدرسين المنتدبين حاصلين على شهادة الماجستير في اختصاصاتهم, يرتقي فوريا, دون قضاء مدة ‏‏15 سنة في التعليم, إلى مدرس أول كل من تحصل على الماجستير في علوم التربية أو التبريز في ‏اختصاصه
Dec
5
HAKEM BACHIR
لو أصبحت وزيرا للتربية التونسية. بقلم مواطن العالم د. محمد كشكار
لو أصبحت وزيرا للتربية التونسية. بقلم مواطن العالم د. محمد كشكار

بعد ما قرأ شقيقي صالح كشكار مقالي المنشور بالـ"فايسبوك" "حكايتي مع الوزير", طلب مني أن ‏أكتب مقالا أحكي فيه ماذا سأفعل افتراضيا و أؤكد افتراضيا و نظريا لو عينت، لا سمح الله، وزيرا. ‏لنفترض أنني سميت اليوم وزيرا فاسمعوا و عوا معشر المعلمين و الأساتذة و إذا وعيتم فاحلموا و ‏تخيلوا عسى أن يتحقق حلمكم يوما, هم يروه بعيدا و نحن نراه قريبا. شعار المرحلة الانتقالية: ‏‏"بالموجود و المجهود نقترب من المنشود". ‏
استوحيت الرد الاستباقي التالي على قرائي بعد النشر من تعليقات قرائي قبل النشر و هؤلاء ‏الأخيرين يمثلون بالونة الأكسجين التي أطلقها للتجربة قبل النشر قصد تلمس رد الفعل على ما ‏أكتب: قد يبدو للبعض أن أفكاري طوباوية و مثالية و حتى لو كانت كذلك فما الضرر في ذلك ‏فالثورات الكبرى بدأت أحلاما طوباوية. أؤكد لكم أن كل أفكاري مستقاة من الواقع الحالي الأمريكي ‏أو الفرنسي أو واقع تونس الستينات ( كانت جل المعاهد في الستينات مجهزة بقاعة رياضة متعددة ‏الاختصاصات و مغطاة و منذ تلك الفترة لم تبن و لو قاعة واحدة في أي معهد محدث بعد تلك ‏الفترة). لقد تصورت البدائل المستقبلية ‏‎ ‎المطروحة في هذا المقال انطلاقا من دراستي الأكاديمية ‏لعلوم التربية بفرنسا. لم تصدر مني في هذا المقال فكرة واحدة لا تستند إلى نظرية علمية و كما ‏يقول العلماء "كل تطبيق جيد تسبقه بالضرورة نظرية جيدة".‏
إليكم أيها الزملاء الكرام قراراتي القابلة للنقاش و الباحثة عن التفنيد قبل التنفيذ الجدي في تونس ‏‏2050 و لا أدعي و ليست مهمتي و لا في استطاعتي تقديم مشروع تربوي بديل شامل و متكامل, ‏إنما هي صرخة استغاثة أخلاقية ضد واقع مؤلم تلظى بناره الأستاذ محمد كشكار لمدة 36 عاما. ‏فهل يعاتب من صمت دهرا و صرخ ساعة في الفايسبوك؟ :‏
‏1.‏ باب الميزانية:‏
قرار: يبدو لي أن الهرم التعليمي في تونس هرم مقلوب لأن الدولة تخصص الحظ الأوفر من ‏الميزانية للتعليم الثانوي ثم الإعدادي ثم الابتدائي و لو عكست لأصابت و صححت الخطأ و وضعت ‏الهرم على قاعدته الأساسية المتمثلة في التعليم الابتدائي.‏

‏2.‏ باب البيداغوجيا:‏
قرار1.2: على الوزارة تطبيق الشعار الذي رفعته في مشروع مدرسة الغد منذ عام 2000 و ‏المتمثل في اعتماد المدرسة البنائية لبياجي و فيقوتسكي ( يبني التلميذ معرفته بنفسه بالاحتكاك ‏بالمحيط و بمساعدة المدرس و الأقران) نموذجا بيداغوجيا- تعلميا و منهجا في التعلم مع احتفاظ ‏المدرس بحرية اختيار النموذج المناسب للوضعية المناسبة من بين كل النماذج التربوية الأخرى مثل ‏التلقين و التقليد و الدرس-المحاضرة و التخلي عن التدريس في القسم و ترك التلميذ يتعلم بنفسه دون ‏مساعدة ظاهرة من المدرس. ‏
قرار2.2: على الوزارة التخلص التدريجي من النموذج السائد في المؤسسات التعليمية و هو نموذج ‏المدرسة السلوكية لواتسون و سكينر( يلقن التلميذ المعرفة من المدرس و لا يشارك في بنائها فيصبح ‏‏"كالحمار يحمل أسفارا" مع احترامي الشديد للتلامذة و هذا وصف و ليس شتما و المهم أخذ العبرة ‏من التشابه بينهما في حمل المعلومات و عدم الاستفادة منها و ليس في محتوي مخيهما. يكتسب ‏التلميذ الحالي معلومات لا يستفيد منها و لا يوظفها في المكان المناسب و الوضعية المناسبة.‏
قرار3.2: على الوزارة تطبيق بيداغوجيا المشروع منذ الابتدائي (مشروع علمي بسيط أو معقد ‏يختاره و ينفذه مجموعة من التلامذة تحت إشراف مدرسيهم) حتى ندرب التلميذ على البحث العلمي ‏و العمل الجماعي و المبادرة الشخصية و الاعتماد على النفس و الاستقلال المتدرج عن المدرس منذ ‏الصغر.‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
قدمت مطلبا للإدارة الجهوية للتعليم لتعييني مديرا في معهد أو مدرسة إعدادية و كتبت التماسا للوزير ‏طالبا مساندته الشخصية. أجابوني بالموافقة و عينوني مديرا بالمدرسة الإعدادية بحمام الشط. كنت ‏حينئذ أمرّ بأزمة نفسية حادة نتيجة تردّدي في مواصلة دراسة دكتورا التعلمية. تتالت عليّ التعاليق, ‏نصحني أصحابي النقابيون مثل الكاتب العام السابق للاتحاد المحلي بحمام الأنف و عضو النقابة ‏الجهوية للتعليم الثانوي السابق ببنعروس, بترك المسؤولية و تقديم استقالتي لما تحمله الإدارة من تخل ‏عن المبادئ النقابية و شجعني بعض الأصدقاء الحميمين على التشبث بالإدارة لما تحويه من منافع ‏مادية مثل السكن المجاني و الهاتف المجاني. قدمت استقالتي إلى رئيس مصلحة التعليم السابق في ‏الإدارة الجهوية للتعليم ببنعروس فقال لي معاتبا حتى يثنيني عن قراري: "الوزير بنفسه و بقلمه ‏الأخضر أشّر على اسمك". شكرته و رجوته تبليغ شكري للوزير و كتبت استقالتي و رجعت إلى ‏منزلي خفيفا مرتاحا بعد ما نزعت هذا الحمل الثقيل عن كتفي. اتصل بي في الدار صديقان و طلبا مني ‏بكل لطف و محبة أن أسحب استقالتي. سحبتها. جاءني شقيقي الكاتب العام السابق للاتحاد المحلي ‏للشغل بطبرقة و نصحني بالتمسك بالاستقالة للتعارض الواضح بين العمل الإداري و النشاط النقابي. ‏قلت في نفسي "سأعقلها و أتوكل" كما يفعل المجاهدون في فيلم عمر المختار للمخرج الأمريكي ‏السوري العقاد عندما يعقلون ركبتهم بحبل متين و هم يواجهون العدو حتى يستحيل عليهم الفرار من ‏ساحة المعركة. اتصلت بالأخ الكاتب العام السابق للاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس و طلبت منه أن ‏يتصل بالمدير الجهوي السابق للتعليم ببنعروس حتى يعفيني من هذا التعيين الثقيل على قلبي و ‏ضميري و في الغد ذهبت إلى الإدارة الجهوية للتعليم ببنعروس و قدمت استقالتي الثانية و النهائية و ‏رجعت إلى حمام الشط فرحا مسرورا و ذهبت مباشرة إلى شط الجهمي بولاية نابل صحبة صديقي و ‏زميلي الكاتب العام الحالي للنقابة الأساسية المحلية المتنطعة بحمام الشط حتى أغسل هواجس الخوف ‏و الهروب و التأفف من المسؤولية التي يتسابق على نيلها الآلاف و تقدّم من أجلها القرابين. قال لي ‏مرافقي في الشط, المشهور بإخلاصه و صدقه و نضاليته النقابية الشفافة: "لعب بك الوزير" فأجبته: ‏‏"غنم أولاد الشعب بمعهد برج السدرية بالجمهورية التونسية عشرة حواسيب ستساهم في محو الأميّة ‏في الإعلامية و علوم الحاسوب" و هذا ما تم فعلا و "سردكت" أنا (فعل سردك مشتق من كلمة سردوك ‏أي الديك بالعربية الفصحى) عاما كاملا على بعض المتفقدين و بعض المسؤولين و قلت صراحة و ‏علنا ما أفكر فيه بمباركة و تشجيع أثقف وزير في الجمهورية التونسية.‏

بكت ابنتي البالغة من العمر ثمانية عشر سنة و حزنت عائلتي لفقدان المنصب المرموق في نظرهم. ‏أحسست قليلا بالذنب حيالهم و قلت في نفسي, ما ذنبهم حتى أحمّلهم اعوجاج تفكيري و مثاليتي المبالغ ‏فيها في هذا الزمن الرديء. ‏

في آخر السنة الدراسية منحني الوزير "وسام الاستحقاق التربوي" جزاء على تنفيذ المشروع العلمي ‏المتمثل في تدريس علوم الحياة و الأرض بالحاسوب لكن بقي المشروع وحيدا و يتيما إلى يومنا هذا ‏‏2010 و رجعت أنا أستاذا نكرة في معهد برج السدرية و منذ ذلك اليوم لم أدع لأي اجتماع هام أو غير ‏هام و لم أر الوزير لا مباشرة و لا في التلفزة لأنه أعفي من مهامه الوزارية و عيّن سفيرا. ‏

ملاحظة 1: صدفة منعشة, بعد مدة من نقدي اللاذع لتكوين المتفقدين تأسس معهد المتفقدين بقرطاج ‏الذي استجاب للتكوين البيداغوجي و التعلمي وبقي التكوين العلمي في الاختصاص ناقصا. أقترح أن لا ‏يقبل في هذا المعهد إلا "الأساتذة المبرزون" في اختصاصهم.‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
‏ المفهومين معا) و أثناء السهرة كان صديقي, الناشط الحقوقي المعروف على المستوى الوطني, مثقف ‏المجموعة و قد كان اثقف من الوزير نفسه, يتحرك كثيرا فنهرته ساخرا منتحلا صفة الوزير شخصيا: ‏‏"إلزم مكانك و إلا نقلتك نقلة عقاب إلى معهد ببنقردان في الجنوب التونسي". ‏
كنت ضيف شرف في كل الاجتماعات الهامة حول مشروع "مدرسة الغد" الرائع في نصه و الواعد في ‏شعاراته مثل تطبيق المدرسة البنائية لبياجي و فيقوتسكي حيث يبني التلميذ معرفته بنفسه بمساعدة ‏المدرس و الأقران. لكن شتّان ما بين النظري و التطبيقي, رفعت الدولة شعارات تقدّمية و لم توفّر لها ‏البني التحتية اللازمة لتنفيذها في المدارس و المعاهد و الجامعات فبقي القرار حبرا على ورق و دار ‏لقمان على حالها لا بل ازدادت سوءا.‏

حضرت اجتماعا هاما حول التنشيط الثقافي في المعاهد, تدخل أحد المسؤولين الكبار في وزارة التربية ‏و بالغ في تثمين مجهودات الوزارة في هذا الميدان و بدأ يعطي الإحصاءات المضخّمة و يعدّ النوادي ‏بالآلاف في كل نواحي الجمهورية التونسية. أخذت الكلمة و قلت: "سيدي المسؤول, كل ما ذكرتموه ‏صحيح, لكن مع الأسف على الورق فقط, كل النوادي تقريبا موجودة افتراضيا في تقارير المديرين ‏حتى يوهموكم بكثرة نشاطهم و ينالوا رضاكم بالتزييف و التملق أما أنا فرجل ميدان و أمارس هذا ‏النشاط فعليا في معهدي فلا تركنوا سيدي إلى تقارير بيروقراطيتكم و لا تصدقوا الأوراق و انزلوا إلى ‏الميدان حتى تراقبوا بأنفسكم أو عبر من يمثلكم". التفت كاتب الدولة يمينا و شمالا سائلا مساعديه: ‏‏"مع من أتى هذا المتحدث بلسان غير خشبي و من يتبع و من استدعاه أصلا إلى الاجتماع؟" تنصل ‏كل الحاضرين من تبعيتي لهم حتى دخل في هذه الآونة بالضبط صديقي و مشجعي على التنطّع و النقد ‏و الهجوم على الرداءة السيد الوزير فحيّاني من بعيد و بهت كاتب الدولة. عندما يدخل الوزير المنتدى ‏تنشرح الأسارير لا لطلعته البهية و هي بهية بالفعل لكن لسبب آخر. كان الوزير لا يصبر على التدخين ‏حتى أثناء الاجتماع و عندما يأخذ سيجارة يقلده كل المدمنين فتمتلئ القاعة دخانا من كثرة التدخين.‏

دعيت إلى اجتماع في الحمامات حول تدريس الإعلامية في الإعدادي و الثانوي. أجلسونا كل أستاذ ‏على حاسوب لاستقبال الوزير. جاء الوزير و بدأ يتجول بيننا متحدثا لكل واحد منّا على حده حتى ‏وصل إليّ و كنت عابسا فقال لي: "ما بك يا كشكار متجهما؟" أجبته: "أنا مستاء جدا من تصرف ‏بعض مديري المدارس الإعدادية الذين يخبئون الحواسيب و يغلقون عليها القاعات و لا يتركون ‏التلاميذ يستعملونها خوفا عليها من الإتلاف, فكيف سيتعلم هؤلاء التلاميذ الإعلامية إن لم نتركهم ‏يستعملون الحاسوب". تعجّب من كلامي لكن صدّقه و أمر على الفور مساعديه أن يطلبوا من جميع ‏المديرين فتح قاعات الإعلامية للتلاميذ و تحرّرت منذ تلك اللحظة آلاف الحواسيب من الإقامة الجبرية ‏بقرار وزاري طبّق بحذافيره بعد أسبوع.‏

دعاني الوزير مرة إلى العشاء معه في نزل النهضة بضواحي تونس العاصمة و أكلت لأول مرة و آخر ‏مرة في حياتي ملعقة قهوة من "الكافيار" [سرء السمك المحضّر أو بيضه]. كان العشاء مقاما على ‏شرف رجل أعمال و مثقف كويتي و تجاذبنا الحديث, نحن العشرون مدعو, و اقترحت على الوزير ‏أثناء النقاش تدريس المنهجية, اختصاصه الذي كان يدرسه بالجامعة, في الثانوي و قد كنت صادقا و ‏جادّا في طلبي.‏
اشتهر مشروعي و مخبري وبلغ صيته الاتحاد الأوروبي و زارني في قسمي نائب من البرلمان ‏الأوروبي فقدمت له نبذة عن نشاطي التربوي.‏

استضافتني قناة 7 للتلفزة التونسية في حصة "نسمة الصباح" أنا و زميل في الرياضيات له نفس ‏المشروع. قبل الدخول إلى مبنى التلفزة وجدنا باكرا المدير العام للمعهد الوطني للمكتبية و الإعلامية ‏في انتظارنا ليحذرنا من مغبة الخروج على النص و التقيد بموضوع الحصة و هو تدريس الرياضيات ‏و علوم الحياة و الأرض بالحاسوب. تمت الحصة الوحيدة بخير و أصبحت من نجوم التلفزة أو هكذا ‏تراءى لي.‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
الـ46 و حتى هذه الحقيقة العلمية كان في نفسي منها بعض الشك حتى درست اكتشاف طبيعتهم و ‏عددهم من العالم الألماني الذي أعجز عن كتابة اسمه بالعربية [ ‏Wilhelm von Waldeyer-‎Hartz, 1891‎‏] . دخلت و جلست قبالته و هو يدخّن "المارس ليجير" و بدأت في الحديث: "سيدي ‏الوزير هل تعرف نظرية [ما بعد أو ما فوق‎ ‎الوراثي المخي‎ ‎‏]؟ قال بكل تواضع العالم و صراحته: ‏‏"لا". قلت: "سأشرحها لك" و توسّعت في الشرح و قدّمت له نسخة من البرنامج الرسمي الفرنسي الذي ‏ينصّ على تدريس هذه النظرية في الثانوي و طلبت منه ما جئت من أجله و هو إدراج هذه النظرية في ‏برنامج العلوم. أخذ مني الوثائق بكل لطف و انبهار و قال لي: "أول مرّة يأتيني نقابي بمثل هذا الطلب ‏العلمي المجرّد من كل أغراض مادية في الزيادة في الشهرية". حين لمست تجاوبه و إعجابه بطرحي و ‏فكري تماديت و أطلقت العنان لجنوني و همومي البيداغوجية و التعلّمية و بدأت أحدّثه في مواضيع لا ‏علاقة لها بغرض الزيارة لا من بعيد و لا من قريب. حكيت له عن آخر تكوين في الإعلامية و علوم ‏الحاسوب تلقيته في مدينة نانسي بفرنسا و وصفت له قاعات الدرس الفرنسية المجهّزة بالحواسيب ‏لتدريس العلوم. نقلت له تطبيق "بيداغوجيا المشروع" في فرنسا على تلامذة الثالثة ثانوي و كيف ‏رأيتهم بأم عيني يعرضون مشروعهم المتمثل في "دراسة تأثير الأمطار الحامضة على النباتات" و ‏يدافعون عنه حتى خلتهم طلبة المرحلة الثالثة عندنا يعرضون أطروحتهم أمام لجنة الامتحان. عرضت ‏عليه أيضا و دون مقدمات وجهة نظري في عملية الغش في الامتحانات و قلت له أن للغش حلولا ‏علمية و نحن نطبق الحلول التأديبية فقط و أضفت: "سأتجرأ سيدي الوزير و أقول رأيي في الموضوع ‏بصراحة". أجابني باحترام و فضول: "قل". قلت له: " سيدي الوزير, لو ضبطنا تلميذا يغش في ‏الامتحان فأنت أوّل من يمثل أمام مجلس التربية في المعهد لأنك أنت المسؤول الأول عن الأسباب التي ‏دفعت التلميذ إلى الغش و من بينها اكتظاظ الأقسام و كثافة البرنامج و طوله و عدم تسليح المدرس ‏بالعلوم الضرورية لأداء مهمته مثل إدراك عملية الإدراك و الابستومولوجيا و علم التقييم و علم نفس ‏الطفل و تاريخ العلوم و البيداغوجيا و التعلمية". ابتسم و قال لي: "هذا رأيي, أردّده دائما". بقيت ‏ساعتين تقريبا و أنا أهذي بكل ما يخطر على بالي من نظريات تعلّمية تعلمتها حديثا. أنصت إلي بكل ‏احترام و تعاطف و لم يقاطعني حتى هدأت عاصفتي و خفت حماسي فودعني بعد ما وعدني بالنظر في ‏طلبي. خرجت من عنده و أنا مزهو و معتد بقدرتي على الإقناع, ألم أقنع وزيرا؟ ‏

رجعت إلى حمام الشط و انتظرت على الجمر موعد جلسة المقهى حتى أروي لأصدقائي ما دار بيني و ‏بين الوزير و انفش ريشي كالطاووس طربا و أتباهى عليهم و أقول كما قال عبد المنعم مدبولي في ‏مسرحية [ريّة و سكينة]: "ناسبنا الحكومة".‏

بعد شهر تقريبا من المقابلة و أنا داخل صباحا إلى معهد برج السدرية بالضاحية الجنوبية لتونس ‏العاصمة حيث أدرّس علوم الحياة و الأرض, اعترضني المدير مبتسما و قال لي: "تعال و شاهد ما ‏أرسل لك الوزير". دخلت مكتب المدير فوجدت عشرة حواسيب. لم أصدّق في الوهلة الأولى حتى أكّد ‏لي المدير أن الهدية تخصني شخصيا. كتبت رسالة شكر بسيطة باسمي الشخصي و بعثتها إلى الوزير ‏عن طريق التسلسل الإداري. استدعاني المدير الجهوي السابق ببنعروس و طلب مني إعادة كتابة ‏رسالة الشكر و قال لي : "تكتب الرسائل إلى الوزراء بالقلم الأخضر". أملى عليّ نصّا فيه تنويه كبير ‏بالتسهيلات الكبيرة التي قدمتها لي الإدارة الجهوية لتأسيس أول مخبر تدريس علوم الحياة و الأرض ‏بالحاسوب في الجمهورية التونسية. امتثلت لأوامره مجاملة و إنصافا لأن هذا المدير الجهوي رحّب بي ‏ترحابا مبالغا فيه بعد ما علم بعلاقتي مع الوزير و سأحكي لكم ما حدث بيني و بينه من وقائع. قبل أن ‏أطلب مقابلة الوزير أردت أن أتبع التسلسل الإداري و طلبت كتابيا مقابلة المدير الجهوي فتجاهلني ‏تماما. استدعاني بعد ما أصبحت حسب تقديره من حاشية الوزير و كنت واعيا بهذا الضعف فيه فدخلت ‏عليه مكتبه و تصرفت و كأنني رئيسه في العمل و عاتبته بشدة على رفضه السابق فقام من كرسيه و ‏استقبلني بالأحضان و استدعى كل رؤساء الأقسام السابقين في الإدارة الجهوية و أوصاهم باستشارتي ‏في كل ما يخص الإعلامية و علوم الحاسوب و كأنني خبير في الميدان و أنا في الواقع لا أعرف إلا ‏استعمال الحاسوب للكتابة و الإبحار مثل أي مبتدئ.‏

بسرعة غريبة و غير معهودة في وزارتنا, تجنّد كل أعوان الإدارة الجهوية و كل فنّيي المعهد الوطني ‏للمكتبية و الإعلامية و جهّزوا لي قاعة و ركّبوا العشرة حواسيب و "أصبح للعرب قمر" و كان أول ‏مخبر حواسيب لتدريس علوم الحياة و الأرض في إفريقيا و الشرق الأوسط و ممكن قبل الباكستان و ‏بنغلاديش أيضا.‏

أثناء أشغال تجهيز المخبر الوحيد من نوعه كان الوزير يتصل بي شخصيا في المعهد للاطمئنان بنفسه ‏على سير الأشغال و كان يرفض التحدث إلى المدير ليسمع مني مباشرة دون وساطات.‏

علا شأني و صعد طالعي و سطع نجمي عند موظفي وزارة التربية و كانت مديرة التعليم الثانوي ‏تتصل بي هاتفيا في منزلي لتطلب مني مدها بقائمة متفقدي علوم الحياة و الأرض الذين سيتم ‏استدعاؤهما في الندوة التي ستقام في مركز التكوين المستمر بريانة و طلبت منّي إعداد محاضرة ألقيها ‏في الندوة حول تجربتي الجديدة. كنت مغتاظا من متفقد العلوم بقفصه لأنه أسقطني في امتحان ترقية ‏عام 86 لخطأ علمي تافه فطلبت استدعاءه ليحضر تدخلي و يعرف أن الخطأ ليس عائقا في سبيل التعلم ‏و قد أخطأ كبار العلماء ومن أخطائهم استفادت البشرية و تقدم العلم.‏

أعددت نفسي جيدا كعادتي و قلت في نفسي: "اليوم يومك يا كشكار مع بعض المتفقدين الذين أهانوك و ‏استنقصوا من قيمتك العلمية". كان جمهور المتفقدين صامتا و أنا أكيل لهم النقد و الوصف الدقيق و ‏قلت فيهم ما قال مالك في الخمر, لا أخشى في الحق لومة لائم و من كان الوزير سنده فمن سيتجرأ و ‏يعانده: "جلهم لا يحمل أي شهادة في الاختصاص أعلى من شهادة الأستاذ و أغلبيتهم لم يحصلوا على ‏تكوين أكاديمي لا في البيداغوجيا و لا في التعلمية و لا في الابستومولوجيا و لا في علم نفس الطفل و ‏لا في علم التقييم, فكيف سيدي الوزير سيستفيد الأستاذ من حلقات التكوين التي يشرفون عليها؟ كان ‏أجدر بهم استدعاء أهل الاختصاص و ليس انتحال صفتهم" و انتحال الصفة كما تعلمون جريمة يعاقب ‏عليها القانون. كنت استرسل في الحديث و عينا الوزير المليئتان بالإعجاب تقولان لي زدهم و سمّعهم ‏ما لم يسمعوه طوال حياتهم المهنية و اثأر لمئات الزملاء من بعض المتفقدين الذين أذلّوهم و أحبطوهم ‏و لخبطوهم بوصفاتهم البيداغوجية الجاهزة و أرهبوهم بتفقدهم اللاعلمي و بزياراتهم الفجائية و ‏المخابراتية و الانتقامية.‏

بعد المحاضرة, صافحني الوزير و شكرني. لامني متفقدي المباشر‎ ‎على ما قلت في حق زملائه فأجبته: ‏‏"هل تستطيع و تتجرأ أنت أو أحد زملائك و تقول للوزير ما قلته أنا: "إذا غشّ تلميذ في الامتحان, ‏نحيلك أنت على مجلس التربية قبل التلميذ" قال: "لا". قلت: "احترم نفسك إذا و لا تناقشني". مع العلم ‏أن متفقدي هذا لا يشمله نقدي بل على العكس تتوفر فيه الشروط التي أطالب بها لأنه، في عام 2001، ‏الوحيد "حسب علمي" من بين متفقدي علوم الحياة و الأرض في الجمهورية التونسية الحائز على ‏شهادة الدراسات المعمقة في علم الوراثة و على ديبلوم الدراسات المعمقة في التعلّميّة. صدقوني هذه ‏ليست مجاملة لمتفقدي الذي سبق و إن اختلفت معه كثيرا و تصالحت معه أكثر و عملت معه مكونا و ‏سوف يأتي وقت أحكي حكايتي معه و لست في حاجة لمجاملته أو مجاملة غيره و أنا في أعلى درجة ‏وظيفية و على قاب قوسين من التقاعد و لا مجاملة في نسبة الشهائد العلمية إلى أصحابها.‏‎ ‎‏ ‏

رجعت إلى مدينتي حمام الشط و إلى أصحاب المقهى و أنا مزهو بانتصاري الأدبي على بعض ‏المتفقدين المتنفذين و المسيطرين على التدرج المهني للأساتذة. احتفاء بي, نظّم أصدقائي على شرفي ‏جلسة أنس و ضحك و فرح و مرح (و في مثل هذه المناسبات فقط يستقيم و يجوز ‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
حكايتي مع الوزير. مواطن العالم د. محمد كشكار
حكايتي مع الوزير. مواطن العالم د. محمد كشكار

الله يسامح الدولة التونسية التي حولتني من باحث علم إلى "حكواتي حواديث". أغدقت عليّ الدولة ‏مشكورة من أموال الشعب 12 عاما تعليم عالي: 5 للإجازة و 2 للماجستير و 5 للدكتورا أما العام ‏الثالث عشر فقد صرفت على نفسي لدراسة عام فلسفة بالمراسلة في جامعة رينس بفرنسا. جلبت لي ‏الأساتذة المشهورين من فرنسا و مكّنتني من السفر إلى ليون تقريبا عشر مرات بغرض التكوين العلمي ‏في أحسن الجامعات الفرنسية, جامعة كلود برنار بليون 1. مع العلم أنه يكفي ثلث هذه المدة لتأدية ‏وظيفتي الحالية كأستاذ تعليم ثانوي. لم ينتدبوني في الجامعة لتدريس اختصاصي في تعلمية البيولوجيا ‏أو فلسفة تعليم البيولوجيا ( ‏la didactique de la biologie&rlm الذي أضعت من أجله 8 سنوات ‏بحث و تمحيص. الأغرب أنني أرى متفقدي الثانوي يدرّسون التعلمية في المعاهد العليا دون أن يقضوا ‏و لو شهرا واحدا في التكوين الأكاديمي في هذا الاختصاص و الأدهى و الأمرّ أنه يوجد بالجامعة ‏التونسية قرابة عشرة آلاف من الأساتذة الجامعيين لا يحملون شهادة الدكتورا التي أفنيت عمري ‏للتحصل عليها. سأحاول القيام بدوري الجديد على قدر المستطاع و سأروي لكم حكايتي مع وزير ‏التربية التونسي السابق.‏

عام 1998 و في بداية المرحلة الثالثة من التعليم العالي درست نظرية [ما بعد أو ما فوق‎ ‎الوراثي ‏المخي‎ ‎‏] (‏Epigenèse cérébrale&rlm, هذه النظرية التي تقول بتفاعل الموروث والمكتسب داخل ‏خلايا المخ البشري. ينبثق من هذا التفاعل المستمر الذكاء, فالذكاء إذا هو ‏‎ ‎‏ ‏‎100 %‎‏ موروث ‏بيولوجي و ‏‎100 %‎‏ مكتسب حضاري. لا نستطيع الفصل و لا القسمة بينهما لشدة تشابك عديد ‏المتغيرات. لا يولد الإنسان ذكيا أو غبيا (إلا في بعض الحالات المرضية) لكن قد يصبح الإنسان ذكيا ‏إن توفر له المحيط المناسب و إن كد و اجتهد و قد يبقى عاديا إن لم يتوفر له المحيط المناسب.‏‎ ‎تعلّقت ‏بهذه النظرية التي تعارض تأليه الجينات أو المورّثات و تنسب لهم عن خطأ متعمد كل القدرات الذهنية ‏البشرية من ذكاء و موهبة و فن و تفوّق و غيرها. لا تدرّس هذه النظرية في تونس لا في الثانوي و لا ‏في الجامعة و قد بدأ تعليمها في فرنسا سنة 2001 في السنة ثالثة ثانوي علمي, عام قبل الباكلوريا.‏

ذهبت إلى مقر وزارة التربية التونسية و اتصلت بمكتب الضبط و طلبت مقابلة الوزير. طلب منّي ‏الكاتب تعمير استمارة فيها الاسم و اللقب و عدد بطاقة التعريف و سبب المقابلة. كتبت في خانة السبب ‏ما يلي: سيدي الوزير أطلب مقابلتك شخصيا حتى أحاول إقناعك بإدراج نظرية "ما بعد أو ما فوق‎ ‎الوراثي المخي‎ ‎‏" في برنامج علوم الحياة و الأرض سنة ثالثة ثانوي, عام قبل الباكلوريا.‏
بقيت أنتظر ما يقارب شهرين حتى رن جرس هاتفي القار بمنزلي بحمام الشط على الساعة الثانية ‏عشرة, رفعت السماعة فقالت لي كاتبة الوزير: "أنت محمد كشكار", قلت: "نعم", قالت: "السيد الوزير ‏ينتظرك في مكتبه حتى الساعة الثانية بعد الزوال". ركبت سيارتي فورا و بعد نصف ساعة كنت عند ‏باب الوزير فوجدته مفتوحا على مصراعيه. طرقت الباب و دخلت و قبل أن أسلّم عليه قلت له: "قال ‏فيك صديقيّ و طلبتك سابقا, أستاذ التربية المدنية و أستاذ العربية, رئيس فرع الرابطة التونسية لحقوق ‏الإنسان بالزهراء و رادس و حمام الأنف, أنك يساري و مثقف جدا و قد كانت قاعة محاضراتك في ‏الجامعة تغصّ بطلبتك و غير طلبتك. أما أنا فعلميّ التكوين, مسلم النشأة، يساري الأهداف, ديمقراطي ‏الوسيلة, علماني الهوى و نقابي قاعدي يكره كل المحترفين و المحترفات في النقابة و الدين و السياسة ‏و الرياضة و الغناء و حتى في حقوق الإنسان و خاصة الخبراء المقاولين و المحللين السياسيين نجوم ‏الفضائيات العربية و أحترم ابنتي المحجبة [ أتمنى فقط أن لا تتنقب] و أخوتي و أخواتي و أبناء ‏أخواتي و بنات أخواتي و أصحابي و أقاربي و قريباتي المتدينين و المتدينات و المحجبات منهن و ‏غير المحجبات حتى لو اختلفت معهم أو معهن حول موقف العلمانية [بفتح العين] من الدين عموما". ‏قال لي الوزير: "ظننتك كندي" [‏Canadien‏ ]. لا أعرف لماذا حشرني في زمرة الكنديين, المتعلمين ‏المدنيين المتحضرين و اللطفاء الكرماء الطيبين و أنا من الكنعانيين لا أحمل أي صفة من صفاتهم و لا ‏أشبهم إلا في عدد الكروموزومات
Dec
5
HAKEM BACHIR
ما زالت جامعات السبعينات تستوعب بنفس الفضاءات آلاف الطلبة في 2010 ككلية العلوم و كلية ‏الحقوق و كلية الهندسة بالمركب الجامعي و كلية 9 أفريل بتونس العاصمة.‏

خلاصة القول: حسب وجهة نظري المحدودة جدا كغير مختص في تقييم أداء وزارة التربية, أرى أن ‏فشل التلميذ التونسي في الدراسة مسؤولية يتحملها البنك العالمي و الوزير و المدير و الأستاذ و المعلم ‏و الولي و التلميذ. تهتم الدولة بالتعليم الجامعي أكثر من اهتمامها بالثانوي و الابتدائي و حسب اجتهادي ‏المتواضع, لو عكست لأصابت. تبني الدولة هرما تعليميا مقلوبا و الذي يقلب الهرم التعليمي يحذر يوما ‏ما من سقوطه.‏
سمي التعليم الابتدائي تعليما أساسيا لأنه يمثل قاعدة الهرم و نقط ارتكازه. توفر الدولة لتلامذة الثانوي ‏أساتذة أصحاب شهائد عليا و تجهز القاعات ببعض الحواسيب و بعض السبورات البيضاء و بعض ‏وسائل الإيضاح و تبخل بكل هذا على تلامذة الابتدائي و هم أحوج الناس لمثل هذه القدرات و لمثل هذه ‏التجهيزات. في أمريكا يطالب المعلم بشهائد أعلى من شهائد الأستاذ. إذا أهملنا التكوين في الابتدائي فلا ‏نستطيع تدارك الخطأ في الثانوي لأن التصورات غير العلمية التي رسخناها في أذهان التلاميذ لا تزول ‏بسهولة لكن إذا أكسبنا التلميذ مهارات متعددة و كفاءات متينة في الابتدائي نستطيع أن نظيف و نبني ‏على أساسها الصلب في الثانوي و الجامعي و إلا نكون كمن يبني عمارة على الرمال المتحركة!‏
أذكّر دائما بمثال التعليم في كوريا الجنوبية أين استقر الهرم التعليمي و ثبت على قاعدته العريضة ‏فدولتهم عكس دولتنا تخصص ميزانية اكبر للتعليم الأساسي. نهضت كوريا الجنوبية و أقلعت في ‏ظرف عشريتين و أصبحت من الدول المتقدمة بعد ما كانت تصنف كثالث أفقر دولة في العالم. حققت ‏نجاحا بفضل استثمارها الوطني في التعليم و العبرة لمن يعتبر.‏

أريد أن أوضّح للقراء الأعزاء أنني, و إن كنت ضد الارتقاء الآلي و ضد توسيع ثقوب الغرابيل في ‏الامتحانات, لست مع الرسوب المجاني و لا أؤيد سياسة الانتقاء المجحفة. تابعت أخيرا برنامجا تلفزيا ‏مهمّا, بالفرنسية طبعا, لأن كل البرامج بالعربية تقريبا تشترك في اللغة و اللسان الخشبيان. يتحدث هذا ‏البرنامج عن المدرسة "الفنلندية" حيث لا يرسب التلاميذ و مع ذلك حققت نجاحا باهرا بفضل الدعم و ‏التشجيع الفعال للتلاميذ المحتاجين لذلك. أما المدرسة "الفرنسية" حيث يرسب 50 في المائة من ‏التلامذة خلال مسيرتهم الدراسية, عاما على الأقل [و العهدة على الراوي], فهي أسوأ المدارس في ‏أوروبا و هي في نفس الوقت قدوة و قبلة بالنسبة لنا. كنا نحن الأساتذة النقابين نعارض سياسة الانتقاء ‏التي طغت في تونس السبعينات و حرمت العديد من أبنائنا من مواصلة تعليمهم و اليوم نعارض ‏النجاح الآلي الذي أراه سببا للعنف و التسيب في معاهدنا بجانب أسباب أخرى من بينها تردي القدرة ‏الشرائية لدى المدرس و تدني التمويل الحكومي في التعليم العمومي. أنا لا أملك البديل التربوي لهذه ‏السياسة الديمقراطية في ظاهرها و الفاشلة في داخلها و لا أملك أيضا البديل البشري لتعويض جمهور ‏الأساتذة و المعلمين غير المؤهلين للقيام بواجبهم (لا أستثني شخصي طبعا رغم اجتهادي العصامي ‏لتكوين نفسي علميا و ثقافيا) و على سبيل الذكر لا الحصر أذكّر ببعض عيوب تكويننا: لم نتلقى تكوينا ‏أكاديميا لا في علم نفس الطفل و لا في علم التقييم و لا في علم التواصل و لا في فلسفة المعرفة و لا في ‏البيداغوجيا و لا في التعلمية و لا في المنهجية و لا في إدراك عملية الإدراك, فكيف تطلب منا النجاح ‏في مهمتنا و نحن لا نفقه منها إلا الجانب المعرفي و هذا لا يكفي. لا يملك البنك العالمي و زمرة ‏الخبراء و المبرمجين البديل أيضا و لن يستنبطوه و حدهم مهما استعانوا بخبراء أجانب مرتزقة ‏مأجورين. مهما نقدت زملائي و نقدت نفسي لا نستطيع أن نستغني عن الخبراء الحقيقيين, أعني ‏المعلمين و الأساتذة و قد يتعلم الإنسان الوطني الصادق من أخطائه و يتطور نحو الأفضل.‏

أوجه ملاحظة أخيرة إلى بعض القراء الذين قد يلومونني على إغفال بعض الجوانب أو عدم ذكر بعض ‏الأسباب: كل علم و كل خطاب منقص [ ‏réduit‏] بطبيعته لأنه يقوم بتحول منهجي من حقل معرفي ‏إلى آخر أخص و أدق و أضيق و أكثر أصالة [ ‏réductionnisme‏] فما بالك بمقال تحسيسي في ‏صفحة. لذلك أرى أن المقاربة الشاملة [ ‏approche systémique‏ ] أفضل من المقاربة‎ ‎التحليلية [ ‏approche analytique‏] في تناول أي مسألة مهما كانت بسيطة. تتضافر و تتكامل العلوم مجتمعة ‏في تفسير أي ظاهرة. لذلك أطالب بتكوين شامل للمدرس و لا نقتصر على المعارف فقط [ ‏les ‎connaissances‏ ] بدعوى حياد العلم و العلم لم و لن يكون يوما محايدا بل نركز أيضا على القيم [ ‏les valeurs‏ ] و الممارسات الاجتماعية المرجعية [ ‏les pratiques sociales de référence‏]. ‏العلم ليس محايدا في تاريخه مثل صانعيه العلماء البشر. تهتم برامج تعليمنا في كل مراحله بالمعرفي ‏النظري أكثر من اهتمامها بالتطبيقي لأن التكوين النظري لا يكلف الدولة كثيرا و تهمل تماما القيم ‏الحضارية و السلوكيات الاجتماعية المدنية.‏
أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع ‏لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"....."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي".‏
‏ ملاحظة: اقتبست عنوان المقال و فكرته الرئيسية من حديث تلفزي لصحافي تونسي من جريدة الشعب
Dec
5
HAKEM BACHIR
التعليم في تونس: هل هو هرم مقلوب؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
التعليم في تونس: هل هو هرم مقلوب؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
استوحيت هذه الخواطر من معاناتي في القسم كأستاذ تعليم ثانوي في ضواحي تونس. أدرس علوم ‏الحياة و الأرض بالفرنسية للسنة الأولى من التعليم الثانوي. في الثلاثي الثاني من السنة الدراسية ‏‏2009-2010, طلبت من تلامذتي واجبا منزليا يتمثل في انجاز تمرين عدد 3 صفحة 73 من الكتاب ‏المدرسي الوحيد بعد ما شرحت لهم كتابيا في القسم تمرين عدد 1 صفحة 62 من نفس الكتاب. تشجيعا ‏و ترغيبا لهم و رفعا لمعنوياتهم المتردية لتدني معدلاتهم في علوم الحياة و الأرض في الثلاثي الأول, ‏وعدتهم بإسناد 20 على 20 في فرض الأشغال التطبيقية لكل تلميذ يقوم بواجبه المنزلي، نعم و للأسف ‏الشديد بواجبه المنزلي البسيط. في الحصة الموالية, و كما هو منتظر في هذا الزمن الردئ، لم يقم ‏بالواجب إلا 36 تلميذا من مجموع 180 تلميذ، عدد تلامذتي في ست أقسام. لم يتفطن إلا تلميذ واحد ‏منهم (صاحب معدل 17 من 20) أن التمرينين, المشار إليهما أعلاه, متشابهان تماما. قلت لهم معاتبا: ‏لن تجدوا أستاذا يشجعكم و يرغّبكم في العمل أكثر مني و لن أجد أنا, تلامذة أذكى منكم في الضرر ‏بأنفسهم.‏

لماذا لا يعمل التلميذ التونسي؟ هل هو كسول بطبيعته؟ لماذا يلجأ التلميذ التونسي إلى العنف؟ لماذا يلجأ ‏التلميذ التونسي إلى الغش؟ هل هو عنيف بطبيعته؟ هل هو غشاش بطبيعته؟ هل هو المسؤول الوحيد ‏على عنفه و على غشه و على تردي مستواه التعليمي؟ هل الأستاذ يفهم أن تلامذته لا يفهمون؟ هل ‏الوزير يعرف مستوى التلاميذ؟ هل الدولة تستشرف مستقبل التعليم في تونس؟ ‏

تخصّص الدولة ميزانية ضعيفة جدا للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي: أقدم لكم هذا التقرير التقريبي ‏في أكثر المدارس الابتدائية: أقسام مكتظة, تلامذة لا يلعبون الرياضة, لا يستعينون بالحاسوب, لا توجد ‏مخابر و وسائل إيضاح و مجسّمات لتدريس العلوم, لا يوجد معلم مختص في مجال معين, لا توجد في ‏بعض المدارس لا آلة ناسخة و لا أنترنات ولا قاعة معلمين و لا حتى بيت راحة خاص بهم, لا يوجد ‏مقياس علمي للنجاح فالارتقاء أصبح تقريبا آليا. ألغي امتحان "السيزيام", الغربال الوحيد في الابتدائي. ‏ينجح التلميذ إلى السابعة أساسي و هو لم يتملّك كفاءات الابتدائي الأساسية الثلاث و هي التعبير ‏الشفوي و التعبير الكتابي بالعربية و الفرنسية و الحساب. يفشل أكبر عدد من التلامذة في السنة الأولى ‏إعدادي أو السابعة أساسي لعدم تأهيلهم في الابتدائي لهذه المرحلة.‏

ترتفع ميزانية المدرسة الإعدادية و المعهد كثيرا بالمقارنة مع المدرسة الابتدائية لكن تصرف في ‏استهلاك الإضاءة و الماء و الطباشير و الطباعة و تسخين مكاتب الإداريين. ألغي امتحان "النوفيام", ‏الغربال الوحيد في الإعدادي. ينجح التلميذ إلى الأولى ثانوي فتنزل عليه الصاعقة الكبرى ألا و هي ‏تدريس كل المواد العلمية بالفرنسية بعد ما كان يدرسها بالعربية طيلة تسع سنوات تعليم أساسي.‏‎ ‎‏ في ‏السنة الأولى ثانوي, ألاحظ أن النجاح الآلي و تدريس العلوم بالعربية أوصل إلينا أكثرية من التلامذة لا ‏يستوعبون الدرس باللغة الفرنسية و لا يفهمون منه شيئا و في هذه الحالة يلجؤون إلى تعطيل سير ‏الدرس و التشويش و العنف و الغش الواضح و الفاضح و الوقح ليفرضوا أنفسهم بعد ما أخرجهم النظام ‏التعليمي الجديد من المنظومة التربوية. هنا يندرج تشكي الأساتذة من عنف و غش تلامذتهم و ‏يتهمونهم بشتى التهم من غباء و عدم تربية و قلة انضباط و استهتار بالقيم. أنا لا أنزّه التلميذ و لا الولي ‏بل أحاول فقط تسليط نظرة شاملة على المشكل و قد تبين لي أن التلميذ ضحية و مسؤول في نفس ‏الوقت. التلميذ هو نتاج ما صنعت أيدينا من سياسة تربوية فاشلة سنها و طبقها كهول و ليس مراهقين, ‏فعلينا إذا قبل أن نلوم التلميذ و الولي, أن ننقد أنفسنا و وزارتنا و المبرمجين و المتفقدين و الإداريين. ‏أما مسؤولية التلميذ فتتمثل في عدم قدرته على التأقلم مع هذا الوضع السيئ و إهماله لدروسه, السهل ‏منها و الصعب.‏
بقي امتحان "الباكلوريا" شكليا و ألغي فعليا باحتساب المعدل السنوي بنسبة الـ25‏‎%‎‏ في معدل النجاح ‏في الباكلوريا. قد يتحصل التلميذ عل شهادة "الباكلوريا" بـ 8 معدل فقط في الامتحان الرسمي، لكن مع ‏احتساب المعدل السنوي بنسبة الـ25‏‎%‎‏ في المعدل النهائي للنجاح في الباكلوريا، قد يصل إلى معدل 9 ‏من 20 يؤهله للنجاح بالإسعاف. يرتقي التلميذ إلى الجامعة و هو لم يستعد لها تمام الاستعداد في ‏الثانوي.‏

ترتفع، على حد علمي، ميزانية الجامعة كثيرا بالمقارنة مع الابتدائي و الإعدادي و الثانوي لكن لا ‏تصرف في البحث العلمي و تجهيز المخابر. رغم بناء عشرات الكليات و المعاهد العليا في كل ‏الولايات التونسية ‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
تكوين المدرسين في الإعلامية قبل تكوينهم في الإبستومولوجيا و علم نفس الطفل كــ‎"‎من يهدي نظارات ‏طبية لضرير". مواطن العالم د. محمد كشكار ‏
تكوين المدرسين في الإعلامية قبل تكوينهم في الإبستومولوجيا و علم نفس الطفل كــ‎"‎من يهدي نظارات ‏طبية لضرير". مواطن العالم د. محمد كشكار
أنزلت وزارة التربية و التعليم التونسية أخيرا منشورا يحث المدرسين ابتدائي و إعدادي و ثانوي على ‏التكون في مجال الإعلامية [ استعمال الحاسوب و البرمجيات و السبورة التفاعلية لأغراض التدريس في ‏القسم ( .‏les T.I.C.E&rlm. احتج المدرسون النقابيون على الوزارة و عارضوا التكوين في العطل المدرسية ‏و طالبوا بأجر مناسب للمدرس المكون بكسر الواو
سيق لي أن عملت مكونا لأساتذة علوم الحياة و الأرض لمدة عامين. يستغرق إعداد حصة التكوين نصف ‏شهر تقريبا. أعرضها و أناقشها مع الزملاء خلال أربع ساعات. أتقاضى على كل ساعة تقريبا دينارين و ‏نصف [ ما يقابل دولارين و نصف ]. هل أجر عشرة دنانير يساوي جهد نصف شهر من البحث و ‏التنقيب؟ عندما تستدعي الوزارة محاضرا جامعيا لتكوين أساتذة الثانوي أو معلمي الابتدائي تغدق عليه في ‏الحصة الواحدة من 100 إلى 200 دينار. أنا أحترم العلم و العلماء و الأساتذة الجامعيين و الناس أجمعين ‏و أطالب بمساواة المكونين في الأجر خاصة أن الكثير من المكونين من أساتذة الثانوي حاصلين على ‏شهائد مرحلة ثالثة مثل الماجستير و الدكتورا
أرجع الآن إلى موضوعي الأصلي الذي من أجله أكتب هذا المقال و هو يتمثل في تذكير الزملاء و الوزارة ‏أن التكوين في الإعلامية مهم و لكن الأهم منه هو التكوين في العلوم الضرورية لأداء وظيفة المدرس على ‏أحسن وجه و هي العلوم التالية: التعلّمية
‏ [ ‏La Didactique‏ ] ‏
و علم التقييم ‏
‏[ ‏L'Evaluation‏] ‏
و علم نفس الطفل
‏ [ ‏La psychologie de l'enfant‏] ‏
و الإبستومولوجيا
‏ [ ‏L'Epistémologie‏ ]‏
‏ و ربيبتها "إدراك عملية الإدراك
‏ [ ‏La Métacognition‏ ]‏
‏ لا تمثل الإعلامية علما بل أداة تكنولوجية عاجزة بذاتها وحدها و لا يمكن تفعيلها دون استعمال العلوم ‏المنسية في التكوين. تحرص الوزارة على التكوين في الإعلامية فقط و تهمل العلوم الأخرى فمثلها كمثل ‏‎"‎من يهدي نظارات طبية لضرير
أذكّر زملائي أولا و الوزارة ثانيا بأهمية العلوم المذكورة أعلاه لعل الذكرى تنفع المتعلمين
 تهتم التعلّمية ‏
‏[ ‏La Didactique‏ ] ‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
تكوين المدرسين في الإعلامية قبل تكوينهم في الإبستومولوجيا و علم نفس الطفل كــ‎"‎من يهدي نظارات طبية ‏لضرير". مواطن العالم د. محمد كشكار ‏
تكوين المدرسين في الإعلامية قبل تكوينهم في الإبستومولوجيا و علم نفس الطفل كــ‎"‎من يهدي نظارات طبية ‏لضرير". مواطن العالم د. محمد كشكار
أنزلت وزارة التربية و التعليم التونسية أخيرا منشورا يحث المدرسين ابتدائي و إعدادي و ثانوي على التكون في ‏مجال الإعلامية [ استعمال الحاسوب و البرمجيات و السبورة التفاعلية لأغراض التدريس في القسم ( .‏les ‎T.I.C.E&rlm. احتج المدرسون النقابيون على الوزارة و عارضوا التكوين في العطل المدرسية و طالبوا بأجر مناسب ‏للمدرس المكون بكسر الواو
سيق لي أن عملت مكونا لأساتذة علوم الحياة و الأرض لمدة عامين. يستغرق إعداد حصة التكوين نصف شهر تقريبا. ‏أعرضها و أناقشها مع الزملاء خلال أربع ساعات. أتقاضى على كل ساعة تقريبا دينارين و نصف [ ما يقابل ‏دولارين و نصف ]. هل أجر عشرة دنانير يساوي جهد نصف شهر من البحث و التنقيب؟ عندما تستدعي الوزارة ‏محاضرا جامعيا لتكوين أساتذة الثانوي أو معلمي الابتدائي تغدق عليه في الحصة الواحدة من 100 إلى 200 دينار. ‏أنا أحترم العلم و العلماء و الأساتذة الجامعيين و الناس أجمعين و أطالب بمساواة المكونين في الأجر خاصة أن الكثير ‏من المكونين من أساتذة الثانوي حاصلين على شهائد مرحلة ثالثة مثل الماجستير و الدكتورا
أرجع الآن إلى موضوعي الأصلي الذي من أجله أكتب هذا المقال و هو يتمثل في تذكير الزملاء و الوزارة أن ‏التكوين في الإعلامية مهم و لكن الأهم منه هو التكوين في العلوم الضرورية لأداء وظيفة المدرس على أحسن وجه و ‏هي العلوم التالية: التعلّمية
‏ [ ‏La Didactique‏ ] ‏
و علم التقييم ‏
‏[ ‏L'Evaluation‏] ‏
و علم نفس الطفل
‏ [ ‏La psychologie de l'enfant‏] ‏
و الإبستومولوجيا
‏ [ ‏L'Epistémologie‏ ]‏
‏ و ربيبتها "إدراك عملية الإدراك
‏ [ ‏La Métacognition‏ ]‏
‏ لا تمثل الإعلامية علما بل أداة تكنولوجية عاجزة بذاتها وحدها و لا يمكن تفعيلها دون استعمال العلوم المنسية في ‏التكوين. تحرص الوزارة على التكوين في الإعلامية فقط و تهمل العلوم الأخرى فمثلها كمثل ‏‎"‎من يهدي نظارات ‏طبية لضرير
أذكّر زملائي أولا و الوزارة ثانيا بأهمية العلوم المذكورة أعلاه لعل الذكرى تنفع المتعلمين
 تهتم التعلّمية ‏
‏[ ‏La Didactique‏ ] ‏
Dec
5
HAKEM BACHIR
النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني

S.N.A.P.E.S.T

Copie de image3331_small.pngالمكتب الولائي سعيدةCopie de image3331_small.png

سعيدة يوم 28/11/2010

بيـــــــــــــــــــــان إعلامي

حول لقاء المكتب الولائي بمسئولي مديرية التربية بولاية سعيدة

ممثلو أساتذة التعليم الثانوي والتقني المنطويين تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بسعيدة نرفع هدا البيان المستوفي للأشياء من مغبة ما لقيه أعضاء المكتب الولائي ( سنا بست )S-N-A-P-E-S-T من سوء المعاملة خلال اللقاء الذي نظم بتاريخ 25/11/2010 على الساعة الرابعة مساءا بمديرية التربية . اد المعني بالسلوك المذكور هو أمين عام مديرية التربية الذي أضحى لا يراقب قوله وتصرفاته تجاه الجماعة التربوية وكأن مديرية التربية صارت صرحا إمبراطوريا لهدا الشخص دون منازع .

فالأحداث كانت مشوبة بالانحطاط والتذمر . الحقيقة أن اللقاء كان مبرمجا مع السيد مدير التربية وحبذنا وجوده بيننا لكن لضرورة الخدمة غاب وأمين عام مديرية التربية حاول سد مسد غياب المسؤول الأول على القطاع فأبى المكتب الولائي الاجتماع مع من فشلت اللقاءات معه بالسابق وأسفرت عن العنف اللفظي الذي لا يمت بصلة مع التسيير الإداري .

فالنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بسعيدة عازمة على إسماع صوتها للسلطات العليا والوصاية المركزية على وجه الخصوص حفاظا على ماء الوجه وردا للاعتبار كون سلوك أمين عام مديرية التربية لولاية سعيدة دأب على عدم احترام الأستاذ سواء كان ممثلا في النقابة أوفي لجنة متساوية الأعضاء اد وصل به الأمر إلى إخراجنا من قاعة الاجتماعات حينما رفضنا الاجتماع معه بتاريخ 25/11/2010 و طالبا من رؤساء المصالح عدم استقبالهم .

فالنقابة هيئة معترف بها والعمل النقابي محمي دستوريا فضلا عن ما تمليه قوانين الجمهورية قانون 90/14 اد من اللازم أن يلقى أعضاء المكتب النقابي كيف ما كانت وجهته وطبيعته كل الاحترام والتقدير من طرف الهيئات الوصية .

فمديرية التربية من الأملاك العمومية الخاصة وتصرف أمين عام مديرية التربية بإخراجنا من القاعة سلوك مخالف للقانون وللمبادئ العامة المرتبطة بالتسيير الإداري فالقاعة أو المكتب ليس ملكه الشخصي أو بيته الخاص لكن ادا ما أرجعنا تصرفات هدا الشخص أسقطنا عليه قواعد علم النفس العمل نستنتج أن المسؤولية التي يتقلدها الأمين العام تحولت إلى الاستبداد بالمنصب فتجاوز السلطة بسلطات المسؤولية وهدا ما يبينه التاريخ بالنسبة للحكم الروماني والبيزنطي حينما تحول حكم بعض الأباطرة إلى جنون وهلكوا الحرث والنسل وسقطت إمبراطورياتهم فصارت من الغابرين

ادا رغبنا تفعيل لغة الحوار الحضاري لا بد من إيجاد الجو الملائم لدالك بحسن التصرف والمعاملة واحترام الرأي الأخر دون حشر النزعة التسلطية الاستبدادية في اللقاءات والمشاورات حتى تكون النقابة عونا للإدارة والعكس لأجل خدمة العامل والموظف

هدا ما وددنا تقديمه أمانة للتاريخ والمجتمع.

ختاما تقبلوا منا أسمى معاني التقدير والاحترام

ع/ المكتب الولائي
Dec
3
MOUSSA CW EL BAYADH
ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة والد زميلنا وأخينا ( كينان علي ) ،وعلى إثر هذا المصاب الجلل يتقدم المكتب الولائي لولاية البيض بأحر التعازي للزميل علي ولكل أفراد عائلته ، راجين من المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان ...إن لله وإن إليه راجعون
Messages: 91 until 105 of 442.
Number of pages: 30
Newer4 5 6 [7] 8 9 10Older
The owner of this guestbook has (temporarily) disabled adding new messages.
الأسم:
بريد الإلكتروني:
Message: